الاثنين، 20 أغسطس 2012

مقطورة الذكرى !



كالشبق العابث تتسكع بين أروقة الرحيل كالباشق الجريح تسافر دون أرصفةٍ للسلام
تغتال حبال الوصل و تقصف رعداً بالذكرايات يا صاحبي وكلما ناديتك بكى البكاء لبكائي
وكلما رمقتك هدت الذكريات كياني و اختصر الحنين طريقاً إلى فؤادي وعادت مقطورة الذكرى
لتدكّ طعون أوجاعي قلي يا صاحبي ! ماذا لو سال الدمع على الوجنات من يبرئ الدمع حينها
قلي ماذا لو طاردني شبح الإنهيار خلف أورقة الضياع أين ألوذ و إلى أين المنتهى ؟
قلي ماذا لو غادرت الطيور سمائي إلى أفق الحطام ! منذا يعيد غناء البلابل
كيف أرسم طريقاً سرمدي العطاء دون يدٍ تساند يدي إذا ما تعثرت بعثرت الفناء
قلي منذا يرسمني على تفاصيل ملامحه لأرى الحقيقة بعد زوال السراب
منذا يعيدني للتعقل بعد الجنون ! بالله عليك إسمع حديثي يا رفيقي فهو يحمل نبرةً واحدة
معزوفة ذكرى بأوتار ملكتها لك ولا تسلني إذا كنت أشتاقك و أشتاق وصالك
بل انظر بين خطوط أكفك ستجدني سجين أصارع الموت و يصارعني !
تنفس بعمق ستجدني ذرة تصارع أخواتها لتدخل جوفك , أغمض عينيك فلن يغيب طيفي عن خيالك
و إبتسم لقطرة المطر إن سالت و داعبت جبينك و وجنتاك سلم عليها و امسحها برفق
كما كنت تربت على كتفي حين ألوذ من هراع العالم إليك إلمس الهواء ستشعر بوجودي حتماً
فأنا جزء من كيانك أنا بعضك أنا كلك يا رفيقي أنا أنت يا صفحة البياض
فلتجمع شتاتي و لتنثره فوق طبقات الألم المكين , إن قررت الرحيل أشعل مصابيح الليل
وسط ساعات النهار فما عاد النهار نهاراً بالعيون دثرني بدثار الذكرى
فالبرد سيخرق أنفاس الدفء حينها و يفت ضلوع الحنين
ليحتسي من ترياق الماضي و على حرارة أنفاسي ومشاعري , إرحل إن أردت
و لكن ليكن الرحيل إلى مواطن اللقاء لا إلى الهجران والضياع
و لتكن لي وطن فأنا يتيم بلا أوطان شريد أقطر وجعاً كهتان جرحٌ أنا بملامح إنسان
فكن لي كما تكون لنا الأوطان


و عادت مقطورة الذكرى , بقلم الأستاذة : طفلة المجدل / أحلام طفلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق